مدونة ذات طابع إخباري تقدم تغطية شاملة لكل ما يخص الشأن المصري..
(سياسية - اقتصادية - صناعية - زراعية - رياضية - سياحية - ثقافية - فنية - مشروعات قومية)

الأخبار

الخميس، 4 مايو 2017

القوة الناعمة

ملكة القوة الناعمة

بقلم : رشا عزت ربيع


أنيس الدولة ؟! 

من تكون تلك المرأة التي تستحق لقب صاحبة القوة الناعمة ؟


إنها إحدى زوجات ناصر الدين شاه قاجار، الذي امتدت فترة حكمه نحو خمسين عاماً (1848- 1896 ) والذي تزوج من 84 امرأة ما بين زواج رسمى ومؤقت أو «متعة»، لكن «فاطمة» الملقبة بـ«أنيس الدولة» صاحبة الصور المثيرة للجدل كانت الزوجة المقربة لقلب الشاه، فكانت لها مكانة خاصة فى قلبه لم تحظ بها الأخريات، فكانت تلقب بـ «ملكة إيران» حيث إنها قامت بالمشاركة فى الأعمال الإدارية وكانت تدير شئون الحكم فى البلاد، فكانت تشاركه فى أسفاره ورحلاته خاصة اوربا. 

عندما تزوجها الشاه كانت صغيرة فى السن، وداخل أروقة القصر تعلمت بروتوكولات التعامل الملكي، وبعد وفاة «جيران خانم» إحدى زوجات الملك المقربات له، انتقلت أملاكها إلى «أنيس الدولة» وشيئاً فشيء استطاعت أن تحكم قبضتها على السلطة وتصبح امرأة ذات نفوذ. 


ويذكر أن «ناصر الدين» فضلها على سائر زوجاته لدرجة أنه وضع صورتها على نشان يرمز لقرص الشمس تقديراً لها. 

فهى صاحبة إنشاء فكرة السدود والقناطر وأنشأت قناطر تشبه القناطر الخيرية لرفع المعاناة عن الفلاحين كما اهتمت برعاية الفقراء وبناء دور رعاية للأيتام ويذكر أنها كانت تنفق من مالها الخاص على بناء المساجد والأضرحه فهى صاحبة القبب الفضية لضريح الامام الحسين بل وتركت وقف لذلك ويقال أن من عشقها ل آل البيت أهدت العراق أكبر ماسة قدرت بملايين الجنيهات وذكر أنها أوصت أن تدفن بمدينة النجف بالعراق. 

زوجات الشاه وسر إطلاق الشارب .. 


صور «أنيس الدولة» وبعض زوجات الشاه واللاتي ظهرن بها بشوارب جعلتهن أشبه بالرجال المتنكرين فى ملابس النساء ودفعت البعض للتساؤل عن السر وراء تلك الظاهرة فى تلك الفترة التاريخية. 

وهو ما جعل بعض المواقع الإيرانية تكشف عن حقيقة هذا الأمر، فيذكر موقع «اتحاد جنوب» الإلكترونى أن معظم زوجات «ناصر الدين» شاه أطلقن شواربهن وهو أمر غريب ولافت للأنظار، فربما يظن البعض أن هذا الأمر كان منفراً للشاه، ولكن هذا غير صحيح فجميعهن كن يتنافسن للفوز بقلبه.


حيث أن زوجات الشاه كن يطلقن شواربهن كنوع من الجمال وكن يتنافسن فى هذا الأمر، لدرجة أن النساء اللاتى لم يكن لهن شوارب واضحة وكبيرة كن يسعين للحصول عليه عن طريق الرسم بأقلام الكحل. 

والسر يعود لمقاييس الجمال عند «ناصر الدين شاه»، الذي وضع مواصفات خاصة، فكان يرى أن المرأة الجميلة والمرغوبة يجب أن تكون صاحبة وزن زائد وتتمتع بالسمنة، ولها شارب طويل كالرجال..


لهذا السبب ظهرت بعض زوجاته فى صور عديدة بشوارب سوداء وطويلة واضحة وكن يحرصن على إظهاره أثناء التصوير، كى يحصلن على قلبه ويلفتن انتباهه، ولأنهن كن على علم بمقاييس الجمال عنده تمسكن بإطلاق الشارب حتى فى صور زفافهن. 

ونظراً لكون هذا الأمر غير مألوف سواء فى تلك الحقبة التاريخية أو العصر الحالي فكانت صورهن مسار جدل وسخرية من قبل البعض، وما زاد الأمر سوءاً هو عدم جودة الصور، التى التقطت فى بدايات اكتشاف آلة التصوير الفوتوغرافي، حيث كان يتطلب التصوير مزيداً من المكياج والكحل لإبراز الملامح، وهو ما أثر سلباً على صورهن.

كانت الحواجب المتلاصقة من علامات جمال النساء فى تلك الفترة فى تاريخ إيران، وكانت الكثير من النساء يسعين لمواكبة تلك الموضة باستخدام مستحضرات التجميل، وكانت «أنيس الدولة» لها تأثير كبير على حركة الموضة داخل إيران، حيث قامت بعمل طفرة كبيرة فى أزياء النساء الإيرانيات، بحسب ما ورد بموقع «مركز وثائق الثورة الإسلامية» الإيراني. 


وأن تغيير الموضة بعد ذلك كشف أن هؤلاء النساء لم يكن بهذا القبح الذى ظهرن فيه، بل إن معظمهن كن جميلات، حيث تبدو «أنيس الدولة» فى صور التقطت لها فى وقت لاحق لتلك الفترة بدون شارب وبحواجب مهذبة، وقد رتبت شعرها وثيابها لتبدو كامرأة عصرية وبصورة مغايرة تماماً للتى بدت عليها فى الماضي. 

أنيس الدولة
وبمقارنة بسيطة بين "ناصر الدين شاه" وجده الذى تزوج 1000 مرة لم يكن زواج ناصر الدين شاه، بـ 84 امرأة، أمراً غير مألوف فى تلك الفترة، فجده "فتح على شاه"، يقال إنه تزوج نحو 1000 امرأة ما بين زواج رسمى ومؤقت، بحسب ما ذكرته صحيفة «جام جم» الإيرانية. 


وتضيف الصحيفة أن تعدد الزوجات كان سمة من سمات تلك الحقبة التاريخية لأكثر من سبب أولها الحفاظ على الإمبراطورية وزيادة النسل كأداة لزيادة النفوذ وإحكام قبضة الشاه على البلاد، والسبب الآخر أن الملوك كانوا يعتبرون النساء نوعاً من المتع الربانية الممنوحة للملوك، وعليه فإنه يجب الاستمتاع بهن، وربما ساهم اعتراف الشيعة بالزواج المؤقت «المتعة» فى تعزيز هذا الأمر، فأصبح معتاداً أن تتعدى زوجات الملوك فى إيران فى العصر القاجارى السبعين زوجة. 


ويذكر أن «ناصر الدين» تم اغتياله على يد ميرزا رضا كرماني، أحد تلاميذ جمال الدين الأفغاني، والذي حصل من أستاذه على فتوى باغتيال الشاه، حيث إن البعض يعتبر تلك الواقعة أول عملية اغتيال يقودها أنصار الإسلام السياسي. 


كان ذلك رد فعل لانفتاح ناصر الدين وزوجته ( أنيس الدولة ) على الغرب وأوروبا، حيث استقدمت أنظمة تعليمية من الخارج، وأنشئت مدارس نظامية تعتمد على الأنظمة الغربية، واهتمت بتعليم الفتيات العلوم والفنون. 


وكان ذلك سبب من أسباب العداء بين «ناصر الدين»، و«جمال الدين الأفغاني» يعود لتحريض الأخير للثورة ضد الأول بدعوى انفتاحه على الغرب، الأمر الذي دفع الشاه لطرده من إيران، ولهذا السبب حرض الأفغاني تلميذه ميرزا رضا كرماني، الذى تم سجنه وتعذيبه فى سجون الشاه لاغتياله بدعوى محاربة الظلم.


ومع كل هذا الصراع داخل أروقة القصر احتلت ( انيس خانوم ) قلوب الشعب الإيرانى لثقافتها العصرية وذكائها، لكرمها واهتمامها بالفقراء لتصبح ... 

ملكة القوة الناعمة.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق