مدونة ذات طابع إخباري تقدم تغطية شاملة لكل ما يخص الشأن المصري..
(سياسية - اقتصادية - صناعية - زراعية - رياضية - سياحية - ثقافية - فنية - مشروعات قومية)

الأخبار

الجمعة، 26 يناير 2018

اللي أوله شرط أخره نور - التعليم تانى وتالت ورابع وخامس -

نجوان ضبيع تكتب:

التعليم تانى وتالت ورابع وخامس

وسط الأخبار المتداولة حاليا حول الإنتخابات الرئاسية بمصر أجد أنه من الضرورة الملحة أن اخرج من هذا السباق الماراثوانى وأدخل فى سباق أخر أجده وثيق الصلة ولكنه بعيد كل البعد عن أذهان بعض المجتمعات والأنظمة العربية وهذا السياق هو تحديدا كيف تخرج قائدا يحمل فى شخصيته موهبة القيادة والفكر الإدارى المرن الاحترافى؟

إننا كل فترة بكل دولنا العربية كل حسب انظمته تثار الإنتخابات فى تلك الدولة أو جارتها الأخرى ولكننا لا نطرح أبدا إحتياجنا الشديد لتأهيل الأطفال ليكونوا قادة فى المستقبل وارجوكم لا تذكرونى ببعض المعسكرات الجوفاء التى لا تسمن ولا تغنى من جوع ولا تقدم لنا سوى ببغاوات للقيادة ولا نجد  للإبداع مكانا فيها ولكنى هنا أتحدث تحديدا عن التعليم أتحدث هنا عن كل المجتمعات العربية التى صار التعليم فيها ينتهى بإنتهاء الدراسة الجامعية وعبر تلك السنوات الطوال مع الطفل الذى صار رجلا او إمراة لا نجد أننا اخرجنا للمجتمع شخصية جديدة بل مجرد وجوه مستنسخة من دفعات بالآلاف تخرجت من نفس التعليم ونفس الفكر وهنا استوقفنى خبر فوز مصر فى مسابقة أذكى طفل فى العالم وإنى من موقعى هذا أستطيع أن أسرد لحضراتكم مصير هذا الطفل من الأن وكم مر علي برامجنا سابقا أطفال تميزوا بالشخصية المبدعة ومع ذلك لم يستطع أن يخطو سنين التعليم الفارغة من الجوهر الثرى وفى النهاية صار موظف مثل الأخرين أو هاجر خارج البلاد ليكون شخصية عالمية يأتى إلى بلاده أحيانا ليعطيها من علمه!

لماذا مازلنا فى نفس النفق منذ سنوات عجاف وعجاف  لم نستطع أن نقدم فيها نظام تعليمى وظيفته هى تقسيم الطلاب لمبدعين ولكن فى مجالات شتى فلست راغبة فى زيادة كشف الأسماء حاملى لقب الدكتور أو الدكتورة ولكنى أرغب فى التقسيم الذى يجعلنا نقتنع أن الإبداع له صور عديدة وتتعاون المدرسة والأسرة فى نجاح الطفل فى التعبير عن موهبته بل وتشجيعه عليها حتى لو كانت فى تركيب المعدات فغدا هذا الفتى قد يكون صاحب إختراع عظيم للصناعة فى بلده ولماذا مازلنا نحتفظ بالصندوق الدهبى البراق من الخارج والمظلم من الداخل  للفتيات ونجعل قدميها تتحرك وفق أحلامنا فتطير لمسافة نرغبها والحبال فى أيدينا نشدها ونوقف مسيرتها وقتما نشاء ونقتل بذرة الإبداع داخلها لمجرد أنها أنثي.

لقد تحدثت سابقا عن نظام التعليم فى مصر فيما يختص بالثانوية العامة وأكدت أن العمل منطقيا يبدأ من الأساس من المرحلة الإبتدائية والثانوية العامة لو كانت مرحلة منتهية لصار معنا حل لمشكلة كبيرة تختص بتلك المرحلة وأن التعليم فى الدول المتقدمة هو مشروع قومى  فليكن التعليم فى مصر مشروع تؤمن به الدولة وتجعله نصب عينيها ويكتب ويطبق مهما اختلفت الأسماء التى تتولى التنفيذ وليكن الإعلام الذراع الثانية للدولة في هذا المشروع بتأهيل الأسر المصرية التى اعتنقت ثقافة المظهر وأهملت الجوهر والفروق الفردية ونظرت بعين متدنية على سبيل المثال لطلاب المجال الأدبى وبنظرة كلها إحترام لطلاب وطالبات المجال العلمى وكأن من يحكمون العالم كانوا علماء! وبداية العمل على نجاح هذا المشروع إن كتب له النور أن يعمل الإعلام على أداء وظيفته التى أهملها من سنوات وهى التوعية وتغيير الثقافات والعادات البالية ويترك العمل فى مجال السبق الإعلامى حتى لو كان كاذبا ويبعتد عن البروباجندا التى لا تقدم لنا جديدا ولكنها تملىء خزائن القنوات الخاصة وحسابات الإعلاميين بالملايين وتهدم مجتمع بأكمله.

تخيلوا معى لو حدث هذا الأمر كم من مشاكلنا ستختفى أو على الاقل سيحد منها الكثير وسنجد عادات وسلوكيات إيجابية بالمجتمع ونرى أمامنا جيلا جديدا يبنى الوطن بدون الحديث عن المن والسلوى بين السطور وسنتعرف على الإنتماء بمفهومه الحقيقي وليس بالأغانى والأناشيد ....

مازال لدى أمل أن تلتفت الدولة لهذا المشروع  لنجد مصر بعد عشر سنوات غير ونرى حصاد حقيقي لما زرعناه فهل من مستمع لنا؟   




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق