رد فعل

صبحي وحيد يكتب:

الثورة بين الحلم والكابوس

مفيش اصعب من انك تحس بعد 3 سنين انك كان بيتضحك عليك ..

الثورة على مبارك ونظامه وفساده كانت حلم لجيل كامل عاش اغلب حياته فى هذا الحكم ,, وحلمنا وثورنا وصدقنا اننا قومنا بثورة لكن بعد 3 سنين من اللف والدوران والتمثليات وافلام العسكر والحراميه والاخوان والسلفيه وافلام السبكى الرخيصه المفقوسه اكتشفنا اننا اضحك علينا وفوقنا على حقيقة مرة , حقيقة مفيهاش اى شئ من الحقيقة ..

بدأت الحكاية من قبل الثورة بكتييير والاصح نقول بسنيين ,, جمال مكانش ابدا هيحكم مصر , بس المشكلة كانت فى الطريقة اللى ممكن نمنعه بيها .. كلنا عارفين ان جمال كان عنده جهاز شرطى قوى ماسك البلد بالحديد والنار وكان مرتب كويس للتوريث ( شعب ميت , جيش خاضع , نخبه فاسده ) لكن كمان ناسى حاجه مهمه ( التاريخ ) تناست الدوله البوليسية اللى اسسها جمال ان التاريخ المصرى مفيهوش حاكم مدنى ونسى كمان مصير كل اللى حاول يغير مجرى التاريخ فى العهد القريب من نجيب لناصر للسادات واخيرا مبارك ,, ومحدش يقولى طنطاوى ومرسى وعدلى لان دول ممثلين جوه الفيلم سواء بمزاجهم او غصب عنهم وبينفذوا دورهم ببراعه ..

المهم كان لازم الاجهزة المعنية بعدم تغيير مجرى التاريخ تفكر الف مرة قبل ما تحاول تحتك بالجهاز الشرطى القوى وازاى تتفادى اى صدام بين الجيش والشرطه اللى كان معناه تفكك الدولة المصرية ..

وكمان كان صعب الجيش يفكر فى الانقلاب على مبارك لانه كان عارف ان فكرة الانقلاب بقت مرفوضه من العالم كله وكمان جمال والعادلى كانوا مرتبين للحظه دى كويس وكان وارد فى النهاية ان مبارك يرجع تانى ويتم اعدام قيادات هذه الاجهزة ..

الثورة ايوه الثورة فكرة جهنمية ومن هنا بدأت تظهر بعض الحركات والجمعيات زى 6 ابريل وكفاية والجمعية الوطنية للتغيير وغيرها , وبدأنا نشوف الاخوان فى مجلس الشعب وكل لما مبارك وجمال يقولوا كده كتيير دايما رد الاجهزة ان كل ده ديكور علشان الديمقراطية ..

وخطوة خطوة الناس بدأت تتعود على ان فى معارضة وان فى ناس بتقدر تقول لمبارك لأ سواء فى الشارع او على شاشات التلفزيون ,, والفكرة بدات تكبر وبدأ مبارك يتهز كرمز فى احداث المحلة 2008 ..

الحرافيش ايوه مفيش غيرهم ,, الحرافيش هم اللى ممكن يكسروا الشرطه ويتدخل الجيش فى الوقت المناسب بس مش لحماية النظام لكن لحماية المكتسبات ,, لكن هيموت ناس كتيير , مش مهم , وهيتصاب ناس اكتر برده مش مهم , كل حرب ليها خساير والحرافيش كتيير ..

وجاءت اللحظة الحاسمة باندلاع الثورة التونسية وبدء الحلم يكبر والناس تصدق انها ممكن تثور ونزل الناس للشارع يوم 25 يناير وهزموا الشرطه يوم 28 يناير ,, لازم الجيش ينزل دلوقتى ,, لا استنى لما مبارك هو اللى يطلب اننا نحميه من الحرافيش ..

باءت كل محاولات مبارك ونظامه بالفشل فى القضاء على الثورة ونزل الجيش كحامى للثورة علشان يتربع على كرسى الحكم محمولا على الاعناق لكن بدءت الناس تصدق انها هى اللى عملت الثورة وبدأت الاصوات تعلى وتطالب بالحرية والديمقراطية والدولة المدنية ..

بدأت الاجهزة تعيد حساباتها وترتيبها على التغيرات الموجوده فى الشارع ,, كان لازم يستدعوا حد من ممثلينهم او رجالتهم ( ايوه الاخوان ) بدء التفاوض مع الاخوان اللى كان طول الوقت مبارك بيهددنا بيهم وكده يبقوا ضربوا عصفورين بحجر واحد : ان الناس تصدق ان فى حرية وان ده فعلا الفصيل الوحيد اللى جاهز وان الغرب كمان يبلع الطعم ويصدق ان فى تغيير ممكن يحصل , وكمان علشان يقدروا يحرقوا فكرة الصندوق والانتخابات والديمقراطية اللى جابتلنا مرسى وممكن تجيب الاسوء , وان اى حاكم مدنى اما هيكون خاين او عميل ,, وفعلا قدروا ينجحوا فى توصيل الفكرة للكثير من اهلنا البسطاء ..

المهم بعد 3 سنين لازم نفهم اننا قسمين :

القسم الاول مشارك فى الفيلم وبيلعب دور الكومبرس وكله بتمنه ..

القسم التانى اللى مضحوك عليه من هذه الاجهزة وحلفائهم ( النخبة – الاخوان – السلفيين ) وهو ده فعلا القسم اللى صعبان على وواخد الموضوع انه قضية وعقيدة وهو ابعد ما يكون عن ذلك ..

الخلاصة انت لازم تبقى عارف انت منتمى لاى قسم من الاتنين وتراجع نفسك وتصحح موقفك وتعرف انهم كلهم عصابه واحده ميستهلوش اننا نختلف علشانهم والدليل :

ان مبارك ورجاله خدوا براءه من منطلق ان يا ريس محدش يقدر يمسك بسوء طول ما احنا موجودين , واننا مش هنلاقى اخلص واوفى من رجالة مبارك اديهم قبضوا التمن مقدم ( البراءه) وبكره مرسى ورجاله وتنظيمه اللى كان ليه الدور الاكبر فى استخدامه لعمل  التوازنات الداخلية والخارجية ياخدوا براءه من منطلق اننا مبنبيعش رجالتنا وهو كله بتمنه..

ومازالت المهازل مستمره ,, وهى دى مصر عاجبك تعيش فيها زى ما اسيادك عايزين اهلا بيك مش عاجبك فى ستين سلامه ..