يلا تعاونية
بقلم : نجوان ضبيع
في أغلب الأحيان قد يتحدث الكاتب مقاله عن موضوع يظن أن الكثيرين على علم به أوعلي الأقل دراية فقط نلقى الضوء أو ندق أجراس الخطر ولكنى اليوم ولأول مرة اشعر أنى اكتب عن موضوع لا يعرفه الأغلب رغم أهميته التي أدركتها من أسبوعين فقط بل وسمعت وشاهدت تجارب تتحدث عن هذا الأمر.
ولا يحضرني سوى سؤال يطرق باب عقلي طوال تلك الفترة أين الإعلام من هذا الموضوع الكبير؟ بل أين دور الدولة سوى سن القوانين في التوعية بأهمية هذا القضية ؟وهى بكل بساطة الجمعيات التعاونية وأشعر معكم الآن بان اغلب من قرؤا هذه العبارة دار في مخيلتهم السلع الاستهلاكية من زيت وسكر ولحوم ودواجن وأننا نرى الآن الممثل الكبير عادل الإمام وهو يقف في طابور الجمعية التعاونية ليفوز بالدجاجة التي يستصعب على المواطنين الوصول إليها كما علمونا في الأفلام ويخرج تقريبا بدون ملابسه نتيجة خوض ذلك الصراع.
ولكن لسخرية الظروف والأوضاع نجد الواقع المعلوم عن الجمعيات التعاونية ليس كما يبدوا بل والاهم لماذا تنشئ الجمعيات التعاونية من الأساس ؟ لا تتسرعوا بمغادرة المقال فهو ليس موضوعا معقدا أو روتيني ممل بل هو سنة الحياة ونقوم به كمواطنين نعيش بالتعاونية ولكن بأشكال غير رسمية ويمكن أن لا يدرك البعض أن تحويلها لكيانات رسمية فيه حل لكثير من مشاكلنا إذا اتفقنا على احتياجات واحدة تضمنا فمنذ وقت ليس ببعيد قام احد المواطنين في محافظتي الصغيرة (بورسعيد ) بالحديث عن الغلاء وأننا يجب أن نتكاتف وعلى من يجد أن معاناته مشتركة مع غيره في ارتفاع الأسعار وصعوبة الحياة فلنتجمع ونقوم بشراء السلع بدون وسطاء بين التاجر وبين المواطن ونبيعها لأنفسنا ولغيرنا بأسعار اقل من التي يتم استغلالنا فيها من قبل أصحاب المحال.
وفعلا تمت التجربة على نطاق محدود وبتحديد أماكن للبيع باختصار شديد هذه هي التعاونية ولكن بشكل غير رسمي وبدون الدخول في تفاصيل أعمق للموضوع ولكن يكفى أن نتحدث عن اشتراك بعض المواطنين في احتياج واحد وعمل شكل قانوني يحقق لهم الاستمرارية بل وإحقاقا للحق تتمتع التعاونيات من قبل الدولة بمزايا عديدة كل تعاونية وشانها في القانون فهناك التعاونية السمكية والزراعية والاستهلاكية والإنتاجية والتعليمية وتعاونية الإسكان وغيرها من التعاونيات فكل احتياج لعدد من المواطنين واشتراكهم في توفير هذا الاحتياج يسمى تعاونية بمنتهى البساطة قد تكون رسمية وقد تكون غير رسمية.
ومن العجيب بالنسبة لي تحديدا أن يكون في مصر قرية تسمى (البسايسة) استطاعت منذ زمن بعيد أن تستفيد من قيمة التعاونية لدرجة تستحق من حضراتكم أن تبحثوا عنها وتعرفوا أكثر عن تلك التعاونية التي استطاعت أن تحقق طفرة في الهجرة للداخل وملهمها الدكتور / صلاح عرفة أستاذ الفيزياء بالجامعة الأمريكية والذي وافته المنية العام الماضي وكم أسفت لذلك حيث لم يمهلني القدر أن أتعرف على هذا الرجل الذي أدرك قيمة التعاونيات في بلده كما أدركها ومازال العالم الخارجي.
والتجارب الموجودة في الهند واليونان وفرنسا وانجلترا تتحدث عن نفسها في أهمية التعاونية بل والمثير للتفكر أن التعاونية كفكرة لم تكن كالطفل المدلل عند احد الأنظمة فكان لها وجود في ظل الرأسمالية والاشتراكية وهذا يدفعنا إلى التأكيد على أهميتها.
أتمنى أن لا تغادروا المقال إلا وأيديكم على محرك البحث عن التعاونيات في العالم ومصر وفائدتها وقد تكون منقذا للشعوب كحل مساعد للدول في تحديد الاحتياجات وحلها بشكل جماعي تعاوني كما أدركت وغيري من فريق المشاركين والمشاركات بورشة العمل التي أقامتها جمعية ملتقى تنمية المرأة وكانت عن التعاونيات وتجديد الحديث عنها لان بدايتها أبدا لم تكن أمس أو الأعوام السابقة بل بدأت منذ عهد الفراعنة وأخذت الأشكال الرسمية فترة ما قبل ثورة 23 يوليو ثم تعرضت للتحديات والثبات على هويتها الشخصية المستقلة ومازالت معنا للان وللمعرفة ادعوكم للبحث والتقصي حول هذا الأمر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق