مدونة ذات طابع إخباري تقدم تغطية شاملة لكل ما يخص الشأن المصري..
(سياسية - اقتصادية - صناعية - زراعية - رياضية - سياحية - ثقافية - فنية - مشروعات قومية)

الأخبار

الخميس، 8 يونيو 2017

كلمات رنانة

قطر ... والمغامرة

بقلم : دسوقي عبدالله

لا أعتقد أن مهمة أمير الكويت فى المملكة العربية السعودية ولقاءه بالعاهل السعودى الملك سلمان سوف تكلل بالنجاح ... إذ تأتى فى ظل ظروف عربية بالغة التعقيد والخطورة .. بعد أن نفد الصبر من الجميع وطفح الكيل من نظام تأمرى يستخدمه أعداء الأمة خنجرا فى ظهرها .

ولكن هناك العديد من الأسئلة التى تحتاج إلى إجابات تفصيلية عن طبيعة ماحدث وكيف حدث ... وما هى السيناريوهات المتوقعة من الطرفين .. سواء الطرف العربى .. أو الطرف القطرى .. ولنبدأ من البداية يوم 20 ، 21 مايو الماضى .. حيث عقدت القمة العربية الاسلامية الامريكية .. حيث أكد الرئيس الامريكى ترامب على ضرورة القضاء على مصادر تمويل الإرهاب .. وفوجئ الرجل بالزعماء العرب يوجهون الإتهامات إلى قطر بتمويل الإرهاب والحركات الإرهابية ... بل ووصل الأمر إلى قيام جهاز مخابراتى كبير لدولة عربية كبيرة بتقديم فيديو لإجتماع سرى جرى عقده بين أمير قطر وقاسم سليمانى قائد فيلق القدس فى الحرس الثورى الإيرانى وقائد القوات الإيرانية فى سوريا.. فى الدوحة ..

ويؤكد الفيديو السياسات التأمرية لقطر تجاه أشقائها فى الخليج .. وكيف أنها أصبحت خنجرا فى ظهر الجميع .. وتم عرض الفيديو على العاهل السعودى مع بقية أمراء الخليج .. وأعقب ذلك الكلمة النارية للرئيس السيسى والتى وضع فيها إستراتيجية كاملة لمكافحة الإرهاب ... مؤكدا أن الإرهاب ليس فقط من يحمل السلاح بل من يمول ويدرب ويسلح .. موجهات إتهامات إلى دول بعينها تمول الإرهاب وتدعمه .. لكنه لم يسميها .. من باب اللى على راسه بطحة .

كانت الأمور قد بلغت ذروتها فى هذه القمة ... واستشاط الأمير القطرى غضبا لدرجة جعلته يفقد السيطرة على أعصابه ويتخلى عن أدنى درجات الدبلوماسية والحنكة السياسية التى يفتقدها ... ويتحدث عن علاقاته مع إيران واسرائيل وحماس وكيف أن إيران قوة إقليمية عظمى ينبغى عدم تجاهلها .

فى ظل تلك الظروف والملابسات المعقدة التى أحاطت بكل هذ الواقع الذى تلتبس فيه الأمور مع بعضها البعض .. وفى ظل الأخطار والمشاريع والأطماع الإستعمارية فى المنطقة .. خاصة المشروع الفارسى والذى يعد الأخطر على بلدان الخليج خاصة .. أو المشروع العثمانى .. أو المشروع الإسرائيلى فى اسرائيل الكبرى .. فى ظل كل تلك الظروف .. نستطيع أن نحدد من هنا كيف تم التنسيق والتوافق بين بلدان الخليج ومصر فى اتخاذ قرار مصيرى وهام .. يخص مستقبل البلدان العربية كافة .

أعقب ذلك زيارة وزير خارجية السعودية عادل الجبير .. للقاهرة .. والتى تم فيها مناقشة القرار بشكل نهائى تمهيدا لعرضه على الرأى العام العربى .

بعد فشل كل محاولات الوساطة الكويتية فى كبح جماح المغامر القطرى تميم بن حمد ..وعودته إلى الصف العربى .. فى مواجهة المشروع الفارسى والمد الشيعى .. لكنه أثر إلا أن يرتمى فى أحضان بلاد فارس يحيط بقصره الحرس الثورى الإيرانى .. 

ولكن بعد أن أقدمت دول الخليج ومصر تلتها الأردن واليمن وليبيا وموريتانيا..على قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر .. وما ينطلى على ذلك من أثار إقتصادية خطيرة على الدويلة القطرية ... ماذا يفعل أمير قطر المغامر .. هل يلتزم بإتفاق الرياض 2014 ويتوقف عن دعم الإخوان المسلمين وحماس والقاعدة وطالبان الأفغانية .. ويغلق الأبواق الإخوانية التى تهاجم الدولة المصرية ويتوقف عن دعم المد الإيرانى فى الخليج العربى ... المتابع للأحداث بدقة يدرك أن أمير قطر لن يغير اتجاهاته ناحية الخليج بل إنه على العكس من ذلك تماما سوف يرتمى فى أحضان الدولة الفارسية .. متوهما فى حمايتها... بقاءه .. وقوته .

قد لا تسكن الأمور فى الأمد البعيد .. أوتهدأ على المدى القريب ..لكن الشئ الوحيد الجلى لنا جميعا هو أن قطر لن تتوقف عن سياستها الداعمة للإرهاب وللجماعات الإرهابية .. والتى أتوقع أن تزيد حدتها فى الأيام المقبلة ..ولكن فى النهاية ينتصر الخير دائما على الشر .. ويعلو الحق على الباطل مهما تلألات أضواءه وبهاريجه الكاذبة .

ويبقى التاريخ وحده شاهد عيان على قصة معركة حقيقية ما بين الخير والشر .. بين النور والظلام .. بين الحق والباطل ... وفى النهاية علت مصر وطنا شامخا ... بشعبها العريق وتاريخها وحضارتها العظيمة وجيشها الباسل ورئيسها .. الانسان عبدالفتاح السيسى  .... وتسقط قطر نظاما حاكما متأمرا جاسوساعلى أشقاءه .. لكن يبقى شعبها العربى المسلم ... ضحية لمغامرة كبرى لمغامر شاب انتابته نوبة مرض نفسية وخيل إليه أنه يستطيع أن يحكم العالم ويتأمر عليه ...ويهز ارجاءه .. 

ولكن خيبة الامل كانت كبيرة ... مثلما كانت الدولة المصرية عظيمة ... يهتف رئيسها فى قلب الامم المتحدة ... تحيا مصر .. تحيا مصر .. تحيا مصر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق