
الصراع علي السلطة - 4 -
بقلم : صبحي وحيد
الحرب العالمية الأولى
"إنّ الحرب العالمية الأولى أفقدت الحياة قداستها، ودلّت على سفالة الأجهزة السياسية"
"إنّ الحرب العالمية الأولى أفقدت الحياة قداستها، ودلّت على سفالة الأجهزة السياسية"
ألبرت أينشتاين
الحرب العالمية الأولى تسمى كذلك الحرب العظمى و الحرب التي أنهت جميع الحروب هي حرب قامت في أوروبا ثم امتدت لباقي دول العالم خلال الأعوام بين عامي 1914 و1918.
بدأت الحرب حينما قامت الامبراطورية النمساوية-المجرية بغزو مملكة صربيا فأعلنت روسيا الحرب على النمسا فدخلت ألمانيا الحرب كحليف للنمسا ودخلت فرنسا وبريطانيا كحلفاء لروسيا.
فقد تألف الوفاق التلاثي من روسيا و فرنسا والمملكة المتحدة والحلف الثلاثي هو الامبراطورية النمساوية-المجرية وألمانيا وإيطاليا.
استعملت لأول مرة الأسلحة الكيميائية في الحرب العالمية الأولى كما تم قصف المدنيين من السماء لأول مرّة في التاريخ.
شهدت الحرب ضحايا بشرية لم يشهدها التاريخ من قبل وسقطت السلالات الحاكمة والمهيمنة على أوروبا والتي يعود منشأها إلى الحملات الصليبية، وتم تغيير الخارطة السياسية لأوروبا.
شهدت الحرب ضحايا بشرية لم يشهدها التاريخ من قبل وسقطت السلالات الحاكمة والمهيمنة على أوروبا والتي يعود منشأها إلى الحملات الصليبية، وتم تغيير الخارطة السياسية لأوروبا.
تعد الحرب العالمية الأولى البذرة للحركات الإيديولوجية كالشيوعية وصراعات مستقبلية كالحرب العالمية الثانية، بل وحتى الحرب الباردة.
شكلت الحرب البداية للعالم الجديد ونهاية الأرستقراطيات والملكيات الأوروبية، وكانت المؤجج للثورة البلشفية في روسيا التي بدورها أحدثت تغيراً في السياسة الصينية والكوبية كما مهدّت الطريق للحرب الباردة بين العملاقين، الاتحاد السوڤيتي والولايات المتحدة. ويُعزى سطوع بريق النازية لهزيمة ألمانيا في الحرب وترك الكثير من الأمور معلقة حتى بعد الحرب.
شكلت الحرب البداية للعالم الجديد ونهاية الأرستقراطيات والملكيات الأوروبية، وكانت المؤجج للثورة البلشفية في روسيا التي بدورها أحدثت تغيراً في السياسة الصينية والكوبية كما مهدّت الطريق للحرب الباردة بين العملاقين، الاتحاد السوڤيتي والولايات المتحدة. ويُعزى سطوع بريق النازية لهزيمة ألمانيا في الحرب وترك الكثير من الأمور معلقة حتى بعد الحرب.
وأخذت الحروب شكلاً جديداً في أساليبها بتدخل التكنولوجيا بشكل كبير في الأمور الحربية ودخول أطراف لا ناقة لها بالحروب ولاجمل وهي شريحة المدنيين. فبعدما كانت الحروب تخاض بتقابل جيشين متنازعين في ساحة المعركة بعيداً عن المدنية، فقد كانت المدن المأهولة بالسكان ساحات للمعركة مما أسفر عن سقوط ملايين الضحايا.
أثر الحرب العالمية الأولى على الوطن العربي
كان الوطن العربي حتى عشية الحرب العالمية الأولى يحاول جاهدا مشاركة العثمانيين في تسيير شئون السلطنة وفي إيجاد توافق لحفظ وحدتها لكن تمسك العثمانيين بسياسة الاستبداد وسوء الإدارة وعدم تجاوبهم مع العرب أدى إلى تدهور العلاقات العربية العثمانية ففتح الباب أمام دول الوفاق الثلاثي للتقرب من العرب والحصول على مساندتهم خصوصا بعدما دخلت الدول العثمانية الحرب العالمية الأولى إلى جانب ألمانيا.
من جانب آخر، وجد العرب أنفسهم أمام وعود بريطانية كاذبة بإقامة دولة عربية مستقلة، و عوضا عنها قامت كلا من بريطانيا و فرنسا بتطبيق معاهدة سايكس-بيكو التي نصت على تقسيم الشرق الأوسط وتحييط فلسطين تمهيدا لإقامة الدولة الصهيونية عليها. لاحقا، بقي الحضور الأوروبي ماثلا في الوطن العربي من الأنتداب.
واقع الوطن العربي قبيل الحرب
كانت البلدان العربية موزعة بين القوى العظمى فسيطرة فرنسا على كل من الجزائر و تونس و المغرب و موريتانيا و الصومال و جيبوتي وكان الإنجليز يبسطون نفوذهم على مصر وجنوب الجزيرة العربية وشرقها عدن و عمان و البحرين و الكويت بينما احتل الإيطاليون ليبيا وسيطر العثمانيون على ما تبقى من المشرق العربي كالشام والعراق والحجاز ومرتفعات عسير واليمن والخليج العربي أما نجد فكانت تخضع لسلطة ابن رشيد وابن سعود.
اتصالات الحلفاء بالعرب
كان العرب قد التفوا حول الشريف الحسين بن علي شريف مكة وحامي الديار المقدسة الإسلامية وقد كان بينه وبين الخلافة العثمانية جفاء وكانت تراوده هو وأبنائه آمال في إنشاء دولة عربية كبرى ولما كانت بريطانيا حريصة على اجتذاب العرب إلى جانبها فقد دخلت في مفاوضات سرية مع الشريف حسين وتم تبادل رسائل بين الشريف حسين ممثلا للعرب وسير هنري مكماهون مندوب بريطانيا في مصر والسودان عرفت بمراسلات حسين مكماهون وأوضح فيها الشريف ما يشترطه العرب لدخول الحرب إلى جانب بريطانيا وهذه الشروط تتلخص في استقلال البلدان العربية القائمة على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط وإقامة دولة عربية كبرى تشمل مختلف أرجاء الوطن العربي باستثناء مصر والشمال الأفريقي وعلى الرغم من الاختلاف مع مكماهون حول حدود الدولة العربية الموعودة دخل العرب الحرب إلى جانب بريطانيا.
كانت البلدان العربية موزعة بين القوى العظمى فسيطرة فرنسا على كل من الجزائر و تونس و المغرب و موريتانيا و الصومال و جيبوتي وكان الإنجليز يبسطون نفوذهم على مصر وجنوب الجزيرة العربية وشرقها عدن و عمان و البحرين و الكويت بينما احتل الإيطاليون ليبيا وسيطر العثمانيون على ما تبقى من المشرق العربي كالشام والعراق والحجاز ومرتفعات عسير واليمن والخليج العربي أما نجد فكانت تخضع لسلطة ابن رشيد وابن سعود.
اتصالات الحلفاء بالعرب
كان العرب قد التفوا حول الشريف الحسين بن علي شريف مكة وحامي الديار المقدسة الإسلامية وقد كان بينه وبين الخلافة العثمانية جفاء وكانت تراوده هو وأبنائه آمال في إنشاء دولة عربية كبرى ولما كانت بريطانيا حريصة على اجتذاب العرب إلى جانبها فقد دخلت في مفاوضات سرية مع الشريف حسين وتم تبادل رسائل بين الشريف حسين ممثلا للعرب وسير هنري مكماهون مندوب بريطانيا في مصر والسودان عرفت بمراسلات حسين مكماهون وأوضح فيها الشريف ما يشترطه العرب لدخول الحرب إلى جانب بريطانيا وهذه الشروط تتلخص في استقلال البلدان العربية القائمة على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط وإقامة دولة عربية كبرى تشمل مختلف أرجاء الوطن العربي باستثناء مصر والشمال الأفريقي وعلى الرغم من الاختلاف مع مكماهون حول حدود الدولة العربية الموعودة دخل العرب الحرب إلى جانب بريطانيا.
الثورة العربية الكبرى (1916)
بدأت الثورة العربية الكبرى في 10 يونيو 1916م بإعلان الشريف حسين الجهاد المقدس والثورة على العثمانيين بمساعدة ضابط الإستخبارات البريطانية لورنس الشهير بلورنس العرب ، واستطاع أبنائه السيطرة على الحجاز بمساعدة الإنجليز ثم تقدم ابنه فيصل نحو الشام ووصل بمساعدة الإنجليز إلى دمشق حيث خرج العثمانيون منها وأعلن فيها قيام الحكومة العربية الموالية لوالده الذي كان قد أعلن نفسه ملكا على العرب غير أن الحلفاء لم يعترفوا به إلا ملكا على الحجاز وشرق الأردن .
وعلى الرغم من تعهدات بريطانيا للعرب بقيام دولة عربية كبرى فقد أجرت هذه الدولة مفاوضات واتفاقيات سرية مع فرنسا وروسيا تناولت اقتسام الأملاك العثمانية بما فيها البلاد العربية ثم انفردت بريطانيا وفرنسا في اتفاقية سرية عرفت باتفاقية سايكس بيكو (1916) نسبة إلى كل من المندوب البريطاني مارك سايكس والمندوب الفرنسي فرانسوا جورج بيكو وقد قاما بهذه المفاوضات التي فضح أمرها بعد الثورة البلشفية في روسيا سنة 1917 وفي السنة نفسها غدرت بريطانيا بالعرب مرة أخرى إذا وعد العرب بتحرر ووعد لزعماء الصهاينة بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين من خلال ما عرف بوعد بلفور الصادر في 2 نوفمبر 1917.
الوطن العربي تحت الانتداب
بدأ التطبيق الفعلي لمضمون اتفاقية سايكس بيكو سنة 1918 والمعارك لم تنته بعد وذلك حين قسم الجنرال اللنبي قائد الجيوش الحليفة في الشرق المناطق العربية إلى ثلاث : واحدة إدارة فرنسية (الساحل) وواحدة بإدارة عربية (الداخل) والأخيرة بإدارة بريطانية لكن التغطية الدولية لهذه الاتفاقية جاءت عبر مؤتمر الصلح في باريس سنة 1919 فقد طرح المؤتمر مفهوما جديدا للاستعمار هو الانتداب الذي اقترحه الرئيس الأمريكي ويلسون ورئيس وزراء جنوب أفريقيا الجنرال سمطس وهو ينص على تولي دولة كبرى شئون الدولة التي لا عهد لها بالحكم والتي خضعت لفترة طويلة لإحدى الإمبراطوريات المتداعية كالدولة العثمانية فتساعدها الدولة المنتدبة حتى تصبح قادرة على إدارة شئونها بنفسها.
لكن المؤتمر السوري العام رفض اتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور وأعلن قيام المملكة السورية ونصب الأمير فيصل ملكا عليها فانعقد المجلس الأعلى للحلفاء في مدينة سان ريمو الإيطالية في أبريل 1920 وقرر ردا على المؤتمر السوري تطبيق اتفاقية سايكس بيكو التي تقضي بوضع سوريا ولبنان تحت الانتداب الفرنسي والعراق وفلسطين و شرق الأردن تحت الانتداب الإنجليزي وتعهد مؤتمر سان ريمو كذلك بالعمل على تطبيق وعد بلفور كما أعلنت بريطانيا حمايتها للإمارات العربية الواقعة على سواحل الخليج العربي كذلك تكرست السيطرة الأجنبية على شمال أفريقيا حيث فرضت بريطانيا حمايتها على مصر والسودان وسيطرت إيطاليا على ليبيا واحتلت فرنسا ما تبقى من المغربي العربي وكرست سيطرتها على كل من تونس والمغرب والجزائر وموريتانيا والصومال.
الحرب هي أفظع وأسـوء النكبات والجرائم التي تتعرّض لها الشـعوب ويتسـبب عنها من المآسي والآلام والعذابات ألوانا وأشكالا والتي تبدأ مع بداية الحروب و لكنها لا تنتهي حتى بعد نهاية الحروب بل تبقى أثارها الوخيمة للأســف مســتمرة !!
ومن سخرية القدر أن تأتي ذكرى الحرب العالمية الأولى ، في هذه الأجواء التي نعيشها، العالم كله يترقب ما الذي سيحدث بعد فوز ترامب، الكل بدأ يقتنع بنشوب حرب عالمية ثالثة قريبًا جدًا، نحن بكل تأكيد… على شفا خطوة من الحرب العالمية الثالثة !
وللحديث بقية مع الصراع علي السلطة في « بلا قيود »..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق