مدونة ذات طابع إخباري تقدم تغطية شاملة لكل ما يخص الشأن المصري..
(سياسية - اقتصادية - صناعية - زراعية - رياضية - سياحية - ثقافية - فنية - مشروعات قومية)

الأخبار

السبت، 10 فبراير 2018

اللي أوله شرط أخره نور - ثقافة الميكروفون المدرسى -

نجوان ضبيع تكتب:

ثقافة الميكروفون المدرسى

أندهش كثيرا من حال الإذاعة المدرسية فى مدارسنا حاليا فتجد الميكروفونات عالية الصوت وأصبحت الإذاعة المدرسية إستعراض عضلات وليست تفريغ لمواهب الطلاب والطالبات ولا يكون فى الإعتبار عدد التلاميذ الواقفين فى الطابور بال30 دقيقة وأكثر يستمعون فى بعض الأحيان إلى مسرحيات يتم تقديمها صباحا! 

كانت الإذاعة المدرسية فى الأزمنة السابقة لها محتوى وتعبر عن الطالب لأنها نتاج قلمه إنما اليوم من يقومون بكتابة الإذاعة هن المدرسات والمدرسين وصار الطالب أو الطالبة مجرد بوق فى الميكروفون يصدح صباحا بدون فائدة مستقبلية له وإذا تابعنا بعض الصفحات الرسمية لمدارسنا لن نغلق أفواهنا من الدهشة فالمفترض أنها صفحة تعبر عن أهداف المدرسة ووسيلة إتصال وتواصل مع الطلبة وأولياء أمورهم والأهم أنها منبر للطالب نفسه ولكنك لا تجد فيها عيشا ولا ملحا لاستفساراتك وهى قرين الإذاعة المدرسية فى واقعها والتى تعلمنا انه لسان حال الطالب وافكاره وانها كما تعودنا لا تزيد عن 15 دقيقة لتكون موجزة وتحقق أهدافها وأن المواهب للطلبة مكانها المسرح وحجرات الأنشطة ولها إحتفالية سنوية أو دعوات أسبوعية أو شهرية ولها توقيت وليست عقاب للتلاميذ الواقفين فى البرد أو الحر الشديد وأعلم عن حالات إصيبت بالاغماء من الانتظار فى الطابور بلا طائل أو يأتى أغلبهم للمدرسة بعد ميعاد الطابور ويتحمل العقاب أهون من عقاب الإذاعة. 

وإذا نحينا مانقوله جانبا وبرغم خطورته إنما نأتى للميكروفون نفسه والذى وصل الأمر أنه ليس رديئا فقط ولكن الأصوات التى تصرخ فيه أصوات منكرة وتوقظ الأموات وتجعلك تتساءل هل ما يحدث ما هو إلا مدخلا للضوضاء والتلوث السمعى الذى يدرسونه للأطفال فى الكتب؟ ووصل الأمر أن تكون الثلاث مدارس مثلا فى مدينتى الصغيرة بجوار بعضهم وأشك فى إستماع أحد لأى منهم من كثرة الضوضاء فى المكان وخارجه فكم يشتكى المواطنون الأمنون فى منازلهم من مهزلة تلك الأصوات لدرجة تقديم شكاوى رسمية وأستغرب من رد بعض الإدارات المدرسية على تلك الشكوى بالعبارة الشهيرة الأن (يعنى إحنا بس اللى جت علينا ما اللى بيزعجونا فى الشارع كتير على الأقل إحنا بفايده )!!! لا تخرج قبل أن تقول سبحان الله.

إننا هنا لا نرغب فى إلغاء الطابور مع رأى الشخصى بعدم جدواه إطلاقا وأن الفترة الثانية للفسحة هى أفيد ولها جوانب رائعة تنفذ فيها لتعم الفائدة على حق لكل الأطراف ولكن ليكون طابور المدرسة ليس عذابا يوميا وأن ندرك أننا نعطي جوائز للمدرسين والفائدة  تكاد تكون صفر ولقد تعاملت بشكل مباشر مع هذا الفشل حينما شاهدت بعينى طالبة تقدم نشاط فى الصحافة ومكتوب لها الاسئلة ولا تدرك مع من تتحدث وذلك ليتم تصويرها بالفيديو وتتقدم لمسابقة الصحافة وتفوز المدرسة وتسقط الطالبة على المدى البعيد ولكن ظاهريا يتم خداعها أنها ممتازة وكيت وكيت! 

أعتقد أن الاطالة والصوت العالى هى أسباب أصيلة فى تأخرنا وأن المواهب فى المدارس لها أكثر من طريق للظهور وتنميتها بدون هذا الإزعاج وأن يدرك المدرسون والمدرسات أنهم ليسوا فى مسابقة فيما بينهم ولكنهم فى مسابقة لاكتشاف موهبة حقيقية تؤهلها للنجاح مستقبلا وليس عاما واحدا وأتذكر أن الإذاعة المدرسية فى مدرستى وأنا صغيرة كنت أكتب بنفسي المحتوى الذى أقدمه ويقوم المدرس بمراجعته ونتناقش لذلك كنت كل عام أملك قدرة جديدة لتحقيق هدف كبير لأكون صحفية ناجحة. 

إنى أبتئس حقيقة لمن يظنون أنهم بالصور والجوائز المكذوبة يحققون إختلافا فى المجتمع فبكل أسف انتم انتصرتم للميكروفون.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق