مدونة ذات طابع إخباري تقدم تغطية شاملة لكل ما يخص الشأن المصري..
(سياسية - اقتصادية - صناعية - زراعية - رياضية - سياحية - ثقافية - فنية - مشروعات قومية)

الأخبار

السبت، 3 فبراير 2018

بلا قيود - الوطن باق والأشخاص زائلون -

صبحي وحيد يكتب:

الوطن باق والأشخاص زائلون..

بعد أيام قليلة سيبدأ السيسي فترة ولايته الثانية والأخيرة شاء من شاء وأبي من أبي، بغض النظر عن وجود انتخابات من عدمه، ومن المهم التأكيد على كلمة فترته الأخيرة التي لا ولن تقبل المناقشة لأن تحديد مدد الرئاسة هو المكسب الوحيد الذي حصلنا عليه بعد الثورة، وأي مساس بهذا المكسب سوف يقضي علينا وللأبد..

ومن هنا تبدء الفكرة، فكرة محاربة صناعة الديكتاتور، ويبدو أن هناك عوامل كثيرة تساعد على ترسيخ هذه الصناعة لدي المصريين، وأهم هذه العوامل، هي الجينات الوراثية سواء عند الحاكم أو المحكومين، والبيئة الخصبة للانقسام والتصدع الذي حدث في المجتمع المصري حيث رأينا في السنوات الماضية انقسامات حادة وخلافات شديدة الخطورة وانحيازات مجحفة سواء لأشخاص أو جماعات على حساب الوطن..

كلنا رأينا ذلك الانقسام في المجتمع، بين الأصدقاء، وفي أماكن العمل، وفي الشارع، وعلى المقاهي، وبين العائلات وحتي داخل البيت الواحد، وهذا مؤشر خطير وورم سرطاني خبيث سوف يقضي علي فكرة التماسك الاجتماعي والتراحم بين أبناء الوطن إن لم نقف مع أنفسنا وقفة حقيقية نعيد فيها حساباتنا ونسأل أنفسنا إلي أين سوف ينتهي بنا الحال؟

أما آن الأوان لكي نجتمع على وطن واحد ونعمل جاهدين على أن نحارب أسباب هذا الانقسام الذي إذا استمر سوف يجعلنا فريسة للمتربصين بنا والمستفيدين في الداخل والخارج..

الوطن باق والأشخاص زائلون، لابد أن نعي هذه المقولة جيدا، اجعل انحيازك وحبك للوطن فقط لا لشخص أيا كان أو لجماعة أو حزب أو مؤسسة، لابد من تغيير نمط التفكير وخلق حالة من الوعي حول منصب رئيس الجمهورية والوقوف على الدور الحقيقي لهذا المنصب بغض النظر عن من يشغله، فهو مجرد موظف عام له حقوق وعليه واجبات، خاضع للحساب والمحاسبة والتقييم، انتهي زمن الرئيس الإله الذي يتحدث باسم السماء، ولا يعارضه أو يقاطعه أحد، لابد من تغيير ثقافة الرئيس الأب الوصي على أمة كاملة، لابد من إرساء مبدأ تداول السلطة، يجب أن نري رؤساء سابقين منهم من أصاب ومنهم من اجتهد وأخطأ، لابد أن يعي الرئيس أن وجوده في المنصب مجرد مرحلة لها بداية ونهاية، هذا إذا أردنا لهذا الوطن أن يبقي ويعلو ويرتقي إلي مصاف الدول المتقدمة، لأننا نملك كل المؤهلات التي تجعلنا نستحق الأفضل..

ولعل ما يحدث الأن قبل تولي السيسي فترة الرئاسة الثانية أكبر دليل على جسامة الخطأ أن يكون الرهان على شخص بعينه، وترسيخ فكرة أنه لا يوجد في مصر من يصلح لهذا المنصب سوي السيسي وهذا ما كان يقال علي مبارك سابقا، لأن ذلك سوف يضعنا بعد أربع سنوات على المحك وسيبقي حالة الصراع المجتمعي مشتعلة، ونحن في أمس الحاجة للاستقرار الاجتماعي لكي يهدأ قلب الوطن..

ويضعنا كذلك أمام العديد من الأسئلة الهامة التي سوف تحدد مصير هذا الوطن أهمها علي الإطلاق من هو الرئيس القادم؟

دائما نجد بطانة السوء حول الرئيس يعملون على تجريف المجتمع وتشويه أي شخص يتوسم فيه الشعب الشخص المناسب لإدارة الوطن، من الأن لابد أن يستعد كل شخص يري في نفسه أنه يستطيع إدارة هذا الوطن من خلال برامج واضحة وخطط محددة، وللشعب حرية الاختيار على حسب البرامج المطروحة لا الأشخاص..

وحذاري أن نعطي الفرصة لأيا من كان أن يتلاعب بعقولنا ويحاول أن يعبث في فكرة تغيير الدستور، أو إيجاد مخرج للرئيس في التمديد لفترات أخري، بحجة استكمال المشروعات أو لأي سبب أخر، ولابد أيضا أن تقف جميع مؤسسات الدولة علي الحياد في 2022، لأنها فرصتنا للانطلاق إلي مرحلة مختلفة من التاريخ، وفرصتنا للخروج من فلك الدائرة المغلقة التي ندور فيها لأكثر من 60 عاما..

أحلم من الأن بوطن مختلف وكن أنت أيضا مختلفا، كن إيجابيا في عملك وفي سلوكياتك، ارتق كي يرتقي معك الوطن، حارب الفساد، ارفض، انتقد، فمن حق كل مواطن مصري أن يحلم بحياة أفضل..

من حقك كمان تحلم تكون رئيس مصر أيا كان عملك أو حرفتك، ازرع الحلم في أولادك، حانت لحظة كسر سقف الطموح، من الأن فصاعدا جهزوا التربة الخصبة الصالحة لوطن لا يعرف المستحيل...

نريد دولة المؤسسات لا دولة الفرد التي اثبتت فشلها علي مر التاريخ، نريد دولة سيادة القانون علي الجميع لكي يسود العدل والحق، نريدها دولة قوية قادرة على حماية أبنائها في الداخل والخارج، نريدها دولة العزة والكرامة، نريدها وطنا يعيش فينا ونعيش فيه، هذه الكلمة التي قالها مكرم عبيد منذ سنوات طويلة
وكثيرا ما استشهد بها البابا شنودة تأكيدا لأهميتها في عشق الوطن....





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق