
فوازير رمضان
بقلم : إيهاب المرجاويبدأت روايح الشهر الكريم في الوصول إلي مسامعنا وبدأ
الكثيرون في الإستعداد لرمضان كلا علي طريقته ، لكني
قررت أن أستعد للشهر العظيم بأحد أبرز ملامحه التليفزيونية تأثرا بعملي الذي مارسته لعشرون عاما.
فقد قررت أن أحلل بعض القضايا التي تعتصر أذهاننا بطريقه الفوازير الرمضانية ، ربما تحفيزا للعقل عله
يعود للعمل ، وربما هروبا من واقع يؤلمنا بنوع من الكوميديا السوداء .
*** بدأت الحكومه كعادتها في تسريب أخبار عن زيادة جديدة في أسعار الوقود ربما في يوليو أو اكتوبر القادمين، في نفس الوقت الذي طالت أسماعنا فيه
أخبار طلبات صندوق النقد للحكومه الرشيده بضرورة التحرك للسيطرة علي التضخم..
الفزوره هنا ببساطه ، كيف يكون السيطرة علي التضخم برفع أسعار الوقود ؟ أم هي وسيلة جديدة لم يسبق تدريسها بكليات ومعاهد الإقتصاد بالعالم أجمع
إلا إذا كانت هناك نظريات إقتصادية يتم تدريسها في مجرات أو كواكب قريبه!!
*** خرجت علينا تصريحات من جهات كبيرة الشأن تؤكد أن الحكومة بصدد إتخاذ إجراءات للسيطرة علي غلاء الأسعار ، وقبل أن تتم الأرض دورتها اليومية أمام الشمس كانت الحكومه ترفع أسعار السلع بمجمعاتها الإستهلاكية.
الفزورة ببساطه، كيف تكون السيطرة علي الأسعار برفعها؟
وعلي المتبرع بالإجابة ذكر اسم جمهورية الموز التي تعتقد أن شعبها يصدق حكومتها؟
*** بينما نحن نلهو في حسابات لا منطقيه تجعل من أعتي أجهزة الكمبيوتر الحديثة أجهزه تنافس في غبائها هاني رمزي في فيلم غبي منه فيه، بينما نلهو في حساباتنا لمصاريف الشهر و لوازم رمضان، كان هناك من يدخل عش الزوجية للمره الثالثة وكان أخر يحتفل بعيد ميلاد شريكته وهم يطرحون الملايين من الجنيهات أرضا..
والفزوره هنا، ومع التأكيد علي الحرية الشخصية لكل الأفراد كيف يقف هؤلاء يطالبون أمثالنا بالإقتصاد في اللقيمات التي نسد بها جوع أمعائنا ونسكت بها صرخات بطون صغار يموتون جوعي..
والأهم هل لهؤلاء ضمائر حقيقيه أم ضمائر مطاطية غير قابلة للكسر ؟
*** فزوره أخري أصابتني بارتفاع ضغط الدم وضيق التنفس، كيف يهرب وزير سابق عليه أحكام مؤكدة، بينما وزارة كاملة تطارد معتادي التعبير عن أنفسهم أمام شاشات الفضاء الإلكتروني..
كيف يحدث هذا؟ والفزوره الأصلية، كيف حدث هذا ووسائل إعلامنا الرشيد تتجاهله تماما بينما تناقش تأثير الجماع بين الزوجين في نهار رمضان في حالة النسيان؟
*** اكتشفنا فجأه أن أصوات ميكروفونات المساجد تنزع التركيز من أبنائنا الذين يستعدون لمطحنة الثانوية العامة واكتشفنا أنه يجب تنظيم الإعتكاف، وظهرت لنا فجأه عيوب موائد الرحمن التي كنا نباهي بها العالم..
الفزورة : أذكر عدد التكاتك التي تم القبض علي أصحابها
بسبب استخدام مكبرات الصوت، مع ذكر كمية البمب
والصواريخ المستوردة هذا العام لمتعه أطفالنا؟
*** بينما يؤكد لنا كبارنا أننا قادرون علي تحمل المزيد
من أعباء الفقر وشدة الفاقه ولوعة الجوع، أتساءل لماذا
نحن مأزومون؟ بينما ننفق يوميا مليارات في بناء عاصمة
جديدة لا نعرف اسمها بعد ، لماذا أصبح معظمنا مكتئبا
من شدة ما نعانيه يوميا ونحن نحسب كيف نمرر أيامنا
بينما كان من الممكن تأجيل مشروعات إنشائية مردودها
سيعود لأجيال لم تولد بعد؟ إذا عرفت السبب فاكتم
الإجابة حتي لا تتعرض لعقوبة من يستخدم عقله للتفكير
وليس للتطبيل..
*** قالوا لهم في الستينات علينا أن نتحمل الآن لضمان
مستقبل أولادنا ، وها نحن أبناء شباب الستينات يعودون
ليطالبونا بنفس المطالب، والفزوره هنا : هل لنا حق الإعتراض؟ هل لنا حق الرفض؟ أنا أرفض أن أتحمل ما لا أطيق لأجل جيل أخر لا أضمن أن تصله تضحياتي ، جيل قد يتذكرني باللعان والسباب لإني صمت علي وضع مزري سيؤدي حتما لتوريث تركه من الديون تصل لأحفادي كنتيجة منطقية لنشاط وزيرة لا تجيد سوي زيادة أصفار أرقام ديون البلاد والعباد يوميا..
فزورتي هنا : هل لو صدح صوتي برفض تلك التضحيات
فهل سأكون أمن علي حريتي وحياتي؟ أم أن الطلب لا
يحمل في طياته سوي الإجبار علي القبول والسكوت؟
حديثي اليوم لا ينطوي سوي علي صرخه استجداء لكبار القوم أن دعونا نعيش بني أدميين فقط ، اتركوا لنا فرصة التنفس، كفوا عن فرض ضرائبكم علي آرائنا ، اتركوا لنا مساحه من حرية الإكتفاء منكم..
ببساطة صرختي هنا هي دعونا فقط نعيش ،،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق