
أرض الخوف
بقلم : إيهاب المرجاوي
أصبح سؤالا معتادا من زملائي وأصدقائي في الوقت الراهن :
ألا تخف علي نفسك وبناتك مما تكتبه ؟
ألا ترتدع مما يحدث لمن حولك ممن مازالوا يتكلمون بحريه؟
ألا تخف علي نفسك من قطع الرزق أو سرقة حريتك ؟
أسئله أصبحت عاديه وسط أجواء ستالينيه مرعبه تمر بها البلاد ويخافها العباد ، ولن اخفيك سرا ، أنا لست بطلا أو من فصيله علي الزيبق وأدهم الشرقاوي .
وأتمني ألا اتحول قسرا لبطل فقط لأني لازلت أتكلم ، لكن ما يحدث وأظنه سيستمر يقلقني علي ذاتي وعلي بناتي وعلي البلاد فيدفعني قسرا لأتكلم مهما هامسني عقلي بالعكس أو دفعتني فطرتي للصمت...
*** علي أن احتاط وأنا استمع لرئيس مجلس النواب
يطالب عضو بمجلسه يتمتع بالحصانة التي تحميه يطالبه بعدم الحديث في السياسة ، فكيف لصعلوك مثلي ألا يلتزم بآداب الصمت المطبق ، وينسي نعمه الله عليه بالحديث.
**** كيف لي ألا ألتزم الصمت وهناك ممن يطلق عليهم نواب عن الشعب وهم نوائب عليه ، يدعون صراحه لتكميم الفضاء الإلكتروني وإغلاق أخر منفذ بالحله البريستو
حتي ينعدم الصوت البسيط الحر الذي يقلق مضاجعهم فلا يعد بعده سوي أصواتهم أو الصمت المطبق ، ومن ثم عليهم تحمل عواقب البخار المضغوط إذا ما انفجر في وجه الجميع.
*** يهامسني عقلي كثيرا أن أصمت أو أن أتحدث فقط في توافهه الأمور علي أن أناقش قضايا الكرة وأن أمارس عادة الأحاديث الفنية وقضايا زواج المشاهير ، التعمق في قضايا (بص العصفوره) ألتي يطلقها أبانا المجهول من حين لآخر لالهاء الشعب عن مصايب أخري بل ونسيان معدته الخاوية وأمعاء أولاده التي تنازلت طواعية أو جبرا عن سفاسف الطعام.
**** حاولت اللحاق بقطار التفاهه بالالتحاق بجروبات جت في السوسته ومحبي مايا دياب فوجدت داخلها اسقاطات علي الواقع ومناقشات تفوق في حدتها جروب محبي مجلس النواب فهربت إلي جروب معا لدعم شارع الهرم ومحبي هرم مصر الرابع فيفي عبده.
*** في وسط انشغالي بترتيبات الشهر الكريم وبعد الدعوه للاحجام عن شراء أحجار الياميش الكريمة قسرا لا طوعا وجدت أخرين يجهزون لمسلسلات رمضان التي تكلفت مليارات لكي نضع في فواصلها إعلانات تبرع ولو بجنيه ، لأن الأغنياء لا يملكون الفكه.
*** في وسط محاولاتي الفاشلة كالعاده لترتيب ميزانية بيتي المتواضع، قادتني الصدفة لركوب ميكروباص يقوده شاب عشريني يتبرع بأجرة سيارته أخر يومه دون أجر من ركابه، ووسط دعوات المرافقين إليه ، عرفت أنه خريج هندسه ويحاول بقروشه البسيطه رسم بسمه علي شفاه إناس اعجزهم الهم عن الابتسامه تاكدت أن خير هذه البلاد في شبابها لكنه ليس لشبابها من خيرها شئ.
*** حاولت جاهدا الصمت والامتناع عن الدخول في
نقاشات فرضت علي الناس ، ما بين تكفير لعقيده الآخر
أو ضرب تشكيك في رموز الأمة ، فالمسيحي كافر وصلاح الدين الأيوبي أحقر شخصيات التاريخ ، وبعد الإنجرار في تلك الحوارات الباليه تأكدت أن سياسة الإلهاء ناجحه لا محاله في بلاد أصبحت علي حافه المجاعة حتي يلهو شعبها عن استنزاف مقدراته في لا شئ ، حتي لا يشعر الناس بالجوع المحتم بينما يتناحرون في حوار جدلي يلهي أمعائهم عن طلب الطعام.
*** ما بين الوعي الزائف و الوطنية المدفوعة مقدما
سقطت ورقه التوت عن منتفعين يوجهون سياستهم
للإجهاز علي أخر أمل لشعب أغلبه شباب ويولي علي امورهم عجائز مستقبلهم خلفهم وليس أمامهم سوي قبور.
نعم قررت الصمت لكن قراري ينقصه التنفيذ مثل أغلب
القرارات الحكومية التي تصدر لصالح الشعب فتحبس
في أدراج المسئولين ، قد أصمت للحظه لكن لسان الحق يصعب عليه السيطره مهما تغولت عليه بوابات أمن العقل ، سأصمت ، إلي حين أظنه قريب لأني مؤمن أن كلمة الحق ستخرج وكلما تأخر خروجها كلما كانت قوة انطلاقتها أقوي وتأثيرها أعمق.
وإلي لقاء إن كان فمي لازال حرا.....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق