مدونة ذات طابع إخباري تقدم تغطية شاملة لكل ما يخص الشأن المصري..
(سياسية - اقتصادية - صناعية - زراعية - رياضية - سياحية - ثقافية - فنية - مشروعات قومية)

الأخبار

الأربعاء، 17 مايو 2017

ميزان حساس


أنا اللي هاكتب التاريخ بنفسي !


 بقلم: أحمد عبد العليم قاسم
                   مخرج وكاتب

قالوا زمان التاريخ يكتبه المنتصرون لأن المهزوم طبيعي بيخرج من السلطة ومالوش عين يكتب التاريخ لكن المقولة دي مش حقيقية طول الوقت فرغم انتصارنا التاريخي علي العدو الصهيوني في حرب 73 إلا ان ناس كتير من الكيان الصهيوني بيروجوا في العالم إن هما اللي انتصروا في الحرب  ونظرا لأن اللوبي الصهيوني صوته مرتفع بين القوي العظمي في العالم فمتتفاجئش لو سافرت ولقيت ناس بتتكلم بثقة إن مصر هي اللي خسرت الحرب وهو كلام ضد الواقع وهنا تتفجر مقولة المغتصبون يزيفون التاريخ !


والتاريخ مش فلسطين وبس ده التاريخ اللي إحنا بنعيشه في الألفية الجديدة بداية من الإنتفاضة الفلسطينية مرورا بأحداث برجين التجارة 11 سبتمبر ومرورا بالادعاء علي العراق بامتلاك أسلحة نووية لغزوها ونهبها ثم تغير طريقة الفكر نحو الفوضي الخلاقة ثم يليها ثورات الربيع العربي التي انقلبت إلي دمار القوي العربية الكبري – وربنا يحفظ مصر – كل الكلام ده هتلاقوا الشعوب بتؤرخه بنفسها علي صفحات التواصل الاجتماعي ومنها الصادق ومنها المزيف وبيوثق بشكل اخر دراميا عبر الدراما والإعلام لكن كثيرا ما يخضع التأريخ لاهواء مالك الوسيلة الإعلامية أو منتج العمل الدرامي !


ورغم أن للمصريين ثوابت ورموز تاريخية إلا أن هناك من يظهر لكسر هذه التابوهات ويقتنع البعض كثيرا بالكلام ويرددونه مثلما فعل د يوسف زيدان بتغيير الصورة الذهنية للقائد التاريخي الشهير وربما يكون الأعظم في نظر العرب باعتباره الأوحد الذي أعاد القدس للعرب وهو صلاح الدين الأيوبي وهنا نجد د يوسف يصفه بصفات تنال من بطولته وتجعل الناس تكره شخصيته وهو الأمر الذي لاقي جدلا واسعا والسؤال هل هناك مرجع تاريخي لا يختلف عليه اثنان يجعل الناس تستطيع حسم مواقفها نهائيا بدلا من البلبلة التي تظهر بين حين واخر ولا يجد فيها الناس سوي الحيرة الشديدة؟


 وهنا نجد السؤال من يكتب التاريخ الذي نصدقة ونتيقن من صدقة والواقع أن كل شيء في الحياة يمكن ان تختلف رؤاه ومصادره لكن الحل الحقيقي يكون في أن نقرأ التاريخ فنمتلك العقل الذي يمكنه يمرر ما يسمع علي عقله لا أن يتلقاه بسطحيه ويردد ما يقوله الأخرون دون إعمال عقله أولا.


وفي الوقت الذي نتمني أن يقرأ فيه الكبار التاريخ علي قدر استطاعتهم فان الصغار الذين يتلقونه في المدارس يحتاجون لأن يستثمروا تلك الفرصة التي تأتيهم في مقرراتهم الدراسية فيقرأونه بحب وفهم رغم قلة عدد مدرسي التاريخ الذين يلعبون هذا الدور بمهارة.


وفي النهاية فمن لايقرأ ليس من حقه الكتابة وطرح رؤي وإقناع الأخرين بأي شيء فالقراءة هي مفتاح الفهم لك أولا قبل أن نسعي لكتابة التاريخ بانفسنا ونقنع الاخرين به.


#أنا_اللي_هاكتب_التاريخ_بنفسي

#المخرج_أحمد_عبد_العليم_قاسم
#السينما_التسجيلية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق