مدونة ذات طابع إخباري تقدم تغطية شاملة لكل ما يخص الشأن المصري..
(سياسية - اقتصادية - صناعية - زراعية - رياضية - سياحية - ثقافية - فنية - مشروعات قومية)

الأخبار

السبت، 15 يوليو 2017

اللي أوله شرط أخره نور

مثلث الثانوية العامة

بقلم : نجوان ضبيع

منذ ولادتي وككل البيوت المصرية عانيت من رعب الثانوية العامة أي أننا منذ 43 عاما على مستواي الشخصي فقط نعانى من شبح يطلق عليه الثانوية العامة ! 

وأطرح داخلي عدد من التساؤلات ولا أجد شكا أنها لديكم أيضا الم تجد كل تلك الوزارات والأنظمة التي تعاقبت على مصر حلا لتلك المعضلة؟ هل أصبحت الثانوية العامة في مصر كمثلث برمودا غامضة ومريبة ومثيرة للدهشة والاستغراب؟ ولماذا تلك الشهادة تحديدا على الرغم من وجود شهادة الدبلوم بمختلف مجالاته والشهادة الثانوية الأزهرية؟ والتي إذا التفتنا إليها قليلا لوجدنا معاناة يكفى أن نعلم أنه من عامين كانت نسبة النجاح 28% ! ولم يلتفت احد إلى ذلك فتعالوا نحلل تلك المسألة العويصة معا.

أرى من وجهة نظري أن التعامل مع الثانوية العامة كعنق الزجاجة وأنها البوابة الرئيسية للقبول المجتمعي ورؤية طلابها وكأنهم مثقفي البلد القادمون وتلك أكذوبة كبيرة.. 

وإهمال التعليم الفني وتصويره في إعلامنا والدراما على أنه مهنة متواضعة تدر دخلا لكنها لا تقدم مستوى إجتماعي محترم ونراهم دائما قذرين بملابس العمل أو يتحدثون بأسلوب يجعلنا نخشى على أولادنا دخول هذا المجال من التعليم وتلك كارثة، اغلبنا يعلمها الآن بعد خروج أبنائه لسوق العمل والمعاناة في إيجاد الوظيفة التي يحلم بها والتى تربى على انها الهدف المنشود ونتفاجىء بالحكومة أو بعض المنادين بعمل الشباب فى مهن فنية بعد التخرج ! 

عجبت لكم يا سادة هل قدمتم لهذا المجتمع نماذج يحتذي؟ بها هل سلط الإعلام الأضواء على الأعمال الحرفية؟ 

هل ترون أوائل الدبلومات يتفضل السيد الوزير ويتصل بهم لإبلاغهم بالنتيجة ؟ هل قامت الصحف بالحديث عنهم وعن أحلامهم ؟ بالعكس يتم تسليط الأضواء على طلاب الأوائل من الثانوية العامة بل ويتم فرد الصفحات للحديث معهم ومع أسرهم بل واستنكار البعض لاختيار غير كليات القمة منهم وتتحدثون الآن عن شبح هذه الشهادة التي اشك أن يرحل عنا !!! 

اقترح ان تكون شهادة الثانوية العامة منتهية وأن تكون موازية لشهادة الدبلومات فى العمل مع القبول بالجامعات طبقا لشروط التميز بجانب التفوق فعفوا ليس الصم والتسميع مرادفا للإبداع والإبتكار وليقدم كل طالب نفسه للجامعة التي يرغب فيها والكلية التي يريدها على أن تكون تلك الكليات لها عددا محدودا للقبول.. 

فلا نعجب أن كلية عريقة وهامة جدا ككلية الحقوق أو الشرطة تكون أقل الدرجات فى التنسيق!؟ كيف وهؤلاء هم حملة العدالة غدا فنحن بحاجة إلى إعادة هيكلة الفكر نفسه وليس تغيير عام أو استبدال نظام داخل الثانوية العامة من كونها عامان أو عاما أو كما يتحدثون ثلاث أعوام ولهم متوسط في النهاية.

لا يسعني القول بالشك فى رغبة الحكومات فى إرهاق الأسر المصرية بتلك الطريقة أو دفعهم إلى العمل ليل نهار سعيا وراء الجامعات للحظو بالقبول المجتمعي ولن أكون سيئة النية بأنه لن تحل تلك الأزمة السنوية والتي يعانى منها كل الأسر مهما بلغت مادياتها أو فكرها أو طبقتها الإجتماعية إلا بوجود حكومة تأخذ على عاتقها التعليم كهدف وخطة عشرية.. 

ولنبدأ من عام 2017 ونطلق عليه عام التعليم وليكن من دفعة الصف الأول الابتدائي وليكونوا أولى الدفعات لتلك الثورة الحقيقية فلا معنى إطلاقا لممارسة التجارب على طلبة تم إنشائهم تعليميا على خطأ أو على الحفظ أو على السعي بدون فكر ويجدون أنفسهم فجاءه مطالبين بالإجابة في الإمتحان بنظام البوكليت !! كيف والمنهج نفسه مليء بـ (اللت والعجن ).. 

أرجوكم تناسوا تلك الشهادة الكبيسة قليلا والتفتوا إلى نظام التعليم نفسه ومضمونه وليكن هناك نقاش وطني حول هذا الأمر ولنستمع للخبراء والذين لديهم تجارب سابقة في دول أخرى ولنحتذي بالدول المتقدمة في العملية التعليمية (هولندا ) على سبيل المثال من أخر الترتيب لأولى الدول.. ولتستعجبوا معي أحد أسباب النجاح إلغاء الواجبات المدرسية ! 

فهل تكون حكوماتنا بتلك الجرأة وهل تلتفت إلى تأهيل المعلم وتدرك حجم المسئولية الملقاة عليه وتشعر ولو قليلا بالإرهاق المادي والنفسي للأسر المصرية وتدرك أهمية التعليم لقيام مصر كدولة رائدة مرة أخرى ؟ هل تقوم الحكومة بعمل دراسة شاملة حقيقية للأسباب التي تجعل التعليم فى مصر فى ذيل الترتيب العالمي ؟


أتمنى وأرغب وأدعو ....



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق