
كنت ومازلت من المؤيدين لفكرة مسلسل حلاوة الدنيا والذي يتحدث عن الدعم النفسي والعائلي لمرضى السرطان وكيف خاض المسلسل في تفاصيل دقيقه تخص فكر مريض السرطان وكيف يرى حقيقته وحقيقة من حوله ولكنى مازلت أتمنى تقديم مسلسل بنفس الكفاءة والإبداع والجمال عن ما يعانيه مريض السرطان ماديا وهذا لن يكون مرتبطا فقط بمحدودي الدخل أو حتى معدومي الدخل ولكنه مرتبط بفكرة الإجراءات والمتاهات وأسلوب التعامل داخل أروقة المستشفيات التي تقدم الخدمات للمناضلين من أصحاب هذا المرض اللعين فأتمنى منهم الحديث عن مشكلة الاعتياد والتي يعانى منها بعض العاملين في مجال تقديم الخدمات أو العلاج لمرضى السرطان فأحيانا من كثرة تعرضهم لحالات المرض مهما كانت المأساة أصبح مرض الاعتياد يمتلك أغلبهم فلم تعد تلك المرأة التي عانت الآمرين لتصل إليهم لتتلقى الجرعة الشهرية أو علاجها الشهري أن تعلق في ذهنهم أو تجد لديهم كلمة حانية أو هذا الرجل الذي حمل كبريائه ليتلقى علاجا على نفقة الدولة يجده حقا ويجدونه عطفا!
وذلك مثل الاعتياد على رؤية الدماء فلم تعد تجد خوفا أو فزعا في قلوبنا ولكنى هنا لا أجده تشبيها دقيقا أو عادلا فمريض السرطان قد يجد الدعم المعنوي من عائلته وأصدقائه وقد تجد الأمل يرفرف داخله ولكن قد يصيبه الإرهاق النفسي الشديد من التعامل مع تلك المستشفيات وكيف يجد المريض نفسه خصوصا مع متلقي العلاج على نفقه الدولة في موقف بائس ومخزي من التعامل باللامبالاة أو يسوقه حظه العاثر لمن أصبحوا يعانون من مشكلة الاعتياد وعدم التقدير وهناك شكاوى لم يتطرق لها الإعلام بكل أسف تحمل تلك النماذج يجد فيها المريض عذابه ليس في وحش كاسر ينهش فيه ولكن في كلمة قاسية من من يعملون بتلك المستشفيات بل يجد نفسه أكثر بؤسا إذا لم ياتى علاجه في ميعاده الشهري وبمنتهى البساطة يتلقى الكلمة الباهتة (هات علاجك من بره)!!! يا سيدي إذا كان متاحا بتلك البساطة فما الذي يجعل بعضهم يأتون إليكم أفواجا؟ رفقا بهؤلاء الذين اختبرهم الله بمرض يحمل كل معاني الإيمان بالله والتسليم بأمره رفقا بهؤلاء المرضى الذين نحمد الله ليل نهار إننا لسنا هم ويا للعجب يحركنا إعلان مبهج عن هذا المرض ولا يحركنا دموع ومعاناة الأغلب من المناضلين والمناضلات منهم وأكرر تلك الكلمة في مقالي كثيرا فهؤلاء مناضلين ومناضلات ليل نهار يتحدثون مع الله بالغرف المغلقة ويكونون في أقرب مكان منه وهم يتلمسون رحمته وكيف يصل أغلبهم للراحة والرضا بقضائه ويعيشون بيننا يبثون فينا الأمل فأرجوكم لا تقتلوا الأمل داخل هؤلاء المناضلين والمناضلات لا تكسروا قلوبهم أو كبريائهم فقد يكون أخر ما لديهم للدفاع والمقاومة وأتساءل هنا في النهاية إذا كنا نتحدث ليل نهار عن المستشفيات المجانية والتي من حسن حظها أن مجلس أمنائها أسماء شهيرة ولها علاقات استطاعت أن تظل معك طوال سنوات تطلب منك التبرع ولم نرى منها كشف حساب واحد حتى الآن أتساءل أين تبرعاتنا يا سادة أين كشف حسابكم وهل تعلمون أن كشف الحساب يتضمن المعاملة الادامية للمناضلين والمناضلات من مرضى هذا المرض اللعين؟
فتحية واجبة وفرض عين علينا لهؤلاء المناضلين والمناضلات والذين لا يعانون من آلام هذا المرض فقط ولكنهم يعانون من آلم الاعتياد من البعض في المنظمة الطبية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق